شغلت نفسي كثيراً بهذا السؤال: هل يا تري فلان الفلاني صاحب شركة العقارات إياها أو علان العلاني رجل الأعمال محتكر إحدي الصناعات، رجل أعمال ناجح فعلا، شاطر وذكي، خلاق ومبدع، نشيط ومجتهد لدرجة أنه نجح هذا النجاح الفائق وتوسع في عمله وزوَّد نشاطه وانتفخت ثروته.. أم أن هؤلاء المشاهير المعروفين من رجال الأعمال في مصر لا رجال ولا أعمال ولا دياولو بل مجرد شركاء مع شخصيات الحكم والدولة، وواجهات لعلاقة البزنس بالسياسة، ويدينون بنجاحهم وأموالهم للقرارات التي تصدر لصالحهم والقروض التي تمنح لهم والاحتكارات التي تسمح بها الدولة لهم، وللمصاهرة بينهم وبين عائلات السياسيين، ولحماية وحصانة رجال الدولة الذين يرسون عليهم العطاءات ويكلفونهم بالمناقصات ويتغاضون عن مخالفاتهم للقوانين بل يتم تفصيل القوانين لهم ومن أجلهم؟! هؤلاء ليسوا رجال أعمال أو صناعة أو حتي تجارة، هؤلاء قمسيونجية عند السلطة والدولة يقومون بمهام التجارة لصالح الحكام والحكم ومن ثم لا يملكون أي ذكاء ولا عبقرية، بل لو اشتغلوا في دولة تحترم القانون وتلتزم بالعدالة ولا تخلط السياسة بالمال ولا يتربح مسئولو الدولة من البزنسة لظهروا علي حقيقتهم الفاضحة!
هل كان يمكن أحدهم أن يكون مليارديراً بهذا الحجم من الثروة لو لم يكن يعيش في مصر وصديقاً وشريكاً سياسياً ومالياً للبعض في الدولة؟
هل يملك واحد منهم براعة وكفاءة تؤهله لاحتلال مكانة مثل هذه إلا في بلد مثل مصر لا تتطلب أي كفاءة ولا مؤهلات بل كل ما تطلبه هو مدي قربك وإخلاصك للسلطة وللسلطان ومدي ولائك للأجهزة ومدي إرضائك لطلبات السيادة فيمنحونك الأراضي والعقود والاستثمارات والإعفاءات من الضرائب والحماية من الرقابة القانونية؟
نفهم أن يقوم مليارديرات بالتبرع وتمويل مرشحين وسياسيين في الغرب، لكن أن يتحول مسئولون في أحزاب وحكومات إلي مليارديرات بفضل نفوذهم السياسي ومناصبهم الحزبية ومكانتهم الحكومية فهذا أمر لا يحدث إلا في مصر حيث الحكم شركة مساهمة بين الوزراء والمسئولين والمليونيرات وأبناء هؤلاء وأصهار أولئك.
لا يمكن لرجل أعمال من الذين نراهم يجلسون علي مقاعد الحزب الحاكم ويترأسون لجانه ويتربعون علي مقاعد وزاراته أن يكون ناجحاً في أي بلد غربي رأسمالي بجد، فهناك لن يجد حصانة تحميه من استغلال النفوذ، ولن يجد أجهزة دولة تعمل خدامة عنده لأنه يرش ويرشو، ولن يستطيع إصدار قوانين لصالحه هو وجماعته في برلمان دون أن تطوله يد الرقابة وتعصف به أجهزة المحاسبة، ولن يتمكن من مشاركة فلان المسئول أو ابن فلان المسئول الكبير ويفلت من المحاكمة!
هنا في مصر لا حياة لبعض رجال الأعمال إلا بأطفال السياسة!
هل كان يمكن أحدهم أن يكون مليارديراً بهذا الحجم من الثروة لو لم يكن يعيش في مصر وصديقاً وشريكاً سياسياً ومالياً للبعض في الدولة؟
هل يملك واحد منهم براعة وكفاءة تؤهله لاحتلال مكانة مثل هذه إلا في بلد مثل مصر لا تتطلب أي كفاءة ولا مؤهلات بل كل ما تطلبه هو مدي قربك وإخلاصك للسلطة وللسلطان ومدي ولائك للأجهزة ومدي إرضائك لطلبات السيادة فيمنحونك الأراضي والعقود والاستثمارات والإعفاءات من الضرائب والحماية من الرقابة القانونية؟
نفهم أن يقوم مليارديرات بالتبرع وتمويل مرشحين وسياسيين في الغرب، لكن أن يتحول مسئولون في أحزاب وحكومات إلي مليارديرات بفضل نفوذهم السياسي ومناصبهم الحزبية ومكانتهم الحكومية فهذا أمر لا يحدث إلا في مصر حيث الحكم شركة مساهمة بين الوزراء والمسئولين والمليونيرات وأبناء هؤلاء وأصهار أولئك.
لا يمكن لرجل أعمال من الذين نراهم يجلسون علي مقاعد الحزب الحاكم ويترأسون لجانه ويتربعون علي مقاعد وزاراته أن يكون ناجحاً في أي بلد غربي رأسمالي بجد، فهناك لن يجد حصانة تحميه من استغلال النفوذ، ولن يجد أجهزة دولة تعمل خدامة عنده لأنه يرش ويرشو، ولن يستطيع إصدار قوانين لصالحه هو وجماعته في برلمان دون أن تطوله يد الرقابة وتعصف به أجهزة المحاسبة، ولن يتمكن من مشاركة فلان المسئول أو ابن فلان المسئول الكبير ويفلت من المحاكمة!
هنا في مصر لا حياة لبعض رجال الأعمال إلا بأطفال السياسة!